للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فكان إذا مرّ بالمسلمين (٢) " وذكر نحو ما سبق. وهذا سند صحيح لكنه مرسل. وهو أصحّ ما ورد في تنصر ابن جحش.

وذكره أيضًا في تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة - رضي الله عنه -فقال: "ثم تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد زينب، أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت قبله عند عبد الله [عبيد الله] بن جحش. فمات عنها بأرض الحبشة، وقد تنصر بعد إسلامه ... (٣) ". والخبر هنا بدون إسناد.

وروى القصة ابن سعد في (الطبقات) فقال: أخبرنا محمَّد بن عمر، حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: قالت أم حبيبة: رأيت في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه، ففزعتُ، فقلتُ: تغيّرتْ والله حاله، فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أرَ دينًا خيرًا من النصرانية، وكنت قد دِنتُ بها، ثم دخلت في دين محمَّد ثم قد رجعت إلى النصرانية، فقلت: والله ما خير لك. وأخبرتُه بالرؤيا التي رأيتُ له، فلم يحفل بها، وأكبَّ على الخمر حتى مات (٤) " ...

ورواه أيضًا في ذكر عدد أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال عند ذكر أم حبيبة - رضي الله عنه - "وكانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند عبيد الله بن جحش، وكان قد أسلم وهاجر إلى الحبشة .. ثم ارتد، وتنصر، فمات هناك على النصرانية (٥) ".

وشيخ ابن سعد في الخبريْن هو الواقدي، وهو متروك على سعة علمه.

ورواه الحاكم في (المستدرك) عن الزهري مرسلًا وفيه: " .. ثم افتتن وتنصر فمات وهو نصراني، وأثبت الله الإِسلام لأم حبيبة ... وأبت أن تتنصّر (٦) ... "


(٢) الروض الأنف (٦/ ٥٣٨).
(٣) سيرة ابن إسحاق، تحقيق محمَّد حميد الله. ص ٢٤١.
(٤) طبقات ابن سعد (٨/ ٩٧).
(٥) (٨/ ٢١٨).
(٦) المستدرك (٤/ ٢١).

<<  <   >  >>