للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورواه موصولًا من طريق الواقدي، وفيه رؤيا أم حبيبة (٧)، كرواية ابن سعد. "ومراسيل الزهري ضعيفة (٨) " قال الإِمام الذهبي-رحمه الله-: "قال يحي بن سعيد القطان: مرسل الزهري شرٌّ من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكل ما قدر أن يُسمّي سَمّى، وإنما يَترك من لا يحب أن يسميه. قلت (الذهبي): مراسيل الزهري كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه إثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه ولما عجز عن وصله ... ومن عدّ مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب، وعروة ابن الزبير ونحوهما، فإنه لم يدرِ ما يقول، نعم كمرسل قتادة ونحوه (٩) ".

وروى الخبر الطبري -رحمه الله- في تاريخه، في: "ذِكْر الخبر عن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" عن هشام بن محمَّد مرسلًا وفيه عند ذكر أم حبيبة: "فتنصر زوجها، وحاولها أن تتابعه فأبت، وصبرت على دينها، ومات زوجها على النصرانية (١٠) " والخبر فضلًا عن إرساله، فإنه عن هشام بن محمَّد بن السائب الكلبي وهو رافضي متروك. قال الإِمام أحمد -رحمه الله-: "إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدًا يُحَدِّثُ عنه (١١) " ونقله ابن الأثير في تاريخه (١٢) عن ابن الكلبي أيضًا.

ورواه البيهقي -رحمه الله- في (الدلائل) من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: "ومن بني أسد بن خزيمة: عبيد الله بن جحش، مات بأرض الحبشة نصرانيًا ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان، واسمها رملة، فخلف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنكحه إياها عثمان بن عفان بأرض الحبشة .. (١٣) " والخبر فيه


(٧) (٤/ ٢٢).
(٨) قاله الحافظ في (التلخيص الحبير) (٤/ ١١١).
(٩) سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٣٨ - ٣٣٩).
(١٠) تاريخ الطبري (٢/ ٢١٣).
(١١) لسان الميزان (٦/ ١٩٦).
(١٢) الكامل في التاريخ (٢/ ٢١٠).
(١٣) دلائل النبوة (٣/ ٤٦٠).

<<  <   >  >>