للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشيخ ابن إسحاق مجهول. قال البيهقي-رحمه الله-: "ابن إسحاق إذا لم يذكر اسم من حدّث عنه لم يُفرح به (٣) ".

وذكر الفحل قد ورد في قصة الأراشي، وسندها ضعيف كما سبق.

ومن النكارة في هذه الرواية قول أبي جهل: وإني أعاهد الله! في حين تجد في رواية مسلم الآتية أنه أقسم باللات والعزى. وقد أخرج الحاكم نحوًا من هذه القصة من طريق عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن أبان بن صالح، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب، ثم قال الحاكم: صحيح. وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: فيه عبد الله بن صالح وليس بعمده، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك" (٤). وقد روى مسلم -رحمه الله- في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو جهل: هل يعفّر محمَّد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال: فقيل له: مالك؟ قال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولًا وأجنحة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا (٥) " ورواه البخاري -رحمه الله- في صحيحه مختصرًا عن ابن


(٣) السنن الكبرى (٤/ ١٣).
(٤) المستدرك (٣/ ٣٦٨).
(٥) كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب قوله تعالى: {إِنَّ الأِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ استَغْنَى} (سورة العلق) (١٧/ ١٣٩ نووي)

<<  <   >  >>