للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا الله وأنك رسول الله، فقال: (يا عمر أسرّه) قلت: لا والذي بعثك بالحق لأعلننه، كما أعلنت الشرك (١٩) ".

وفي سنده يحيى الأسلمي شيعي ضعيف، وابن المؤمل ضعيف أيضًا والراوي عن جابر هو أبو الزبير مدلس وقد عنعن، وروايته عن جابر في غير ما رواه الإِمام مسلم فيها ضعف.

وقد روي ابن إسحاق قصة تشبه ما سبق بسياق أطول عن عبد الله بن أبي نجيح عن أصحابه عطاء ومجاهد أو عمن روى ذلك ... وقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث، لكن الحديث مرسل. وقال بعد أن ذكرها: "والله أعلم أي ذلك كان (٢٠) ".

ومما ينبغي أن يُعلم أن كثرة طرق الحديث لا تزيده قوة دائمًا، بل ربما زادته ضعفًا، كما نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم.

تنبيه: قول أبي عمر بن عبد البر في ترجمه سعيد بن زيد: " ... كان إسلام عمر عنده في بيته ... وخبرهما في ذلك خبر حسن" (٢١) مراده -والله أعلم- حُسن المتن، لا السند (٢٢).

فائدة: قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٧/ ٤٤) عن تلقيب عمر بالفاروق: "فقيل أول من لقبه به النبي - صلى الله عليه وسلم -، رواه أبو جعفر بن أبي شيبة في تاريخه عن


(١٩) ص ١٧٣
(٢٠) الروض الأنف (٣/ ٢٦٩) وقد ذكر الدكتور أحمد معبد أن ابن إسحاق يُميّز ما يرويه عن الضعفاء وغيرهم " ... حيث نجده ينبه كثيرًا على عدم قبوله لما يرويه، فيصفه بالزعم، وبعضه بالمشكوك فيه، وبعضه يكلُ عِلْمَ وقوعه أو عدم وقوعه إلى الله تعالى" (النفح الشذي ٢/ ٧٥٩).
(٢١) الاستيعاب (يهامش الإصابة) (٢/ ٢).
(٢٢) ثم وجدت الشيخ الألباني قد علق على قول ابن عبد البر عن قصة أبي ذر: "في خبر عجيب حسن فيه طول" بقوله: "وأنا أظن أنه يعني حسن في المعنى لا في الرواية. والله أعلم" (الضعيفة ١٣ - ٢/ ١١٠٤). قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٣٤٧) بعد حديث ذكره: "هذا حديث حسن الألفاض، ضعيف السند".

<<  <   >  >>