للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخبر ضعيفًا لا يصح، حتى ولو كان صاعد معروفًا بالثقة والحفظ، وهيهات هيهات (٢) ". ا. هـ كلام الألباني.

ومن ناحية المتن فيبعد أن يسميه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو أحد من أصحابه بذلك، وقد مّر عليه - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون من المحن والشدائد الكثير، قبل الهجرة وبعدها، فقد روى الشيخان عن عائشة أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب .. " الحديث (٣).

وفي قصة بعثه - صلى الله عليه وسلم - سبعين رجلًا من أصحابه يُسَمَّون بالقرّاء إلى أحياء من سُليم فقتلوهم، قال أنس - رضي الله عنه - "فما رأيته وَجَد على أحدٍ ما وجد عليهم (٤) " حتى كان من شدة حزنه - صلى الله عليه وسلم - عليهم أنه مكث شهرًا كاملًا يدعو على قاتليهم، قال أنس - رضي الله عنه - "دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الذين قَتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحًا حين يدعو على رِعْل ولحيان وعُصيّة عصت الله ورسوله (٥) ".

وكانت هذه الحادثة المؤلمة التي قُتل فيها سبعون رجلًا، من الصحابة من قرّائهم قد وقعت في أوائل العام الرابع للهجرة، وسبقها بفترة قصيرة حادثة أخرى تُعرف بماء الرجيع لعشرة من الصحابة منهم: خُبيب بن عدي وعاصم بن ثابت وزيد بن الدثنِّة ومرثد بن أبي مرثد وغيرهم - رضي الله عنهم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون قد أصيبوا في شوال من العام الثالث للهجرة (غزوة أحد) باستشهاد سبعين رجلًا كان منهم: حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومصعب بن


(٢) دفاع عن الحديث والسيرة ص ١٨.
(٣) البخاري، كتاب الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين (٦/ ٣١٢ فتح)، مسلم (١٢/ ١٥٤ نووي).
(٤) البخاري، كتاب الجزية والموادعة، باب دعاء الإِمام على من نكث عهدًا (٦/ ٢٧٢ فتح).
(٥) البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع، ورعل وذكوان، وبئر معونة .. (٧/ ٣٨٩ فتح).

<<  <   >  >>