للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أخرج البخاري -رحمه الله- في صحيحه قال: حدثنا عبد الله بن محمَّد قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد: "أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك (٥) ". قال الحافظ ابن حجر: "فأنكر الداودي هذا وتبعه ابن القيم وقال: ثنية الوداع من جهة مكة لا من جهة تبوك، بل هي مقابلها كالمشرق والمغرب، قال: إلا أن يكون هناك ثنية أخرى في تلك الجهة، والثنية ما ارتفع من الأرض. وقيل: الطريق في الجبل. قلت: لا يمنع كونها جهة الحجاز أن يكون خروج المسافر إلى الشام من جهتها، وهذا واضع كما في دخول مكة من ثنية والخروج منها من أخرى، وينتهي كلاهما إلى طريق واحدة. وقد روينا بسند منقطع في (الحلبيات (*)) قول النسوة لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة: "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع " فقيل: كان ذلك عند قدومه في الهجرة، وقيل: عند قدومه من غزوه تبوك (٦) "

كذا نسب الحافظ ابن حجر إلى ابن القيم أنه قال: ثنية الوداع من جهة مكة لا من جهة تبوك: وكلام ابن القيم مخالف لذلك تمامًا، فقد قال -رحمه الله-: "فلما دنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة، خرج الناس تلقيه، وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن:

طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع


(٥) كتاب المغازي، باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر (٨/ ١٢٦ فتح).
(*) كذا في الأصل وهو خطأ مطبعي، والصواب: الخلعيات.
(٦) فتح الباري (٨/ ١٢٨، ١٢٩).

<<  <   >  >>