للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبط بلال" (١).

عباد الله! ومن أذية قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقول: ما رواه ربيعة بن عباد من بني الديل- وكان جاهلياً فأسلم- قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية في سوق (ذي المجاز) وهو يقول: "يا أيها الناس! قولوا: (لا إله إلا الله) تفلحوا"، والناس مجتمعون عليه، ووراءه رجل وضيء الوجه، أحول، ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب، يتبعه حيث ذهب فسألت عنه؟ فقالوا: هذا عمه أبو لهب (٢).

وفي رواية أخرى قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بـ (ذي المجاز) يتبع الناس في منازلهم، يدعوهم إلى الله، ووراءه رجل أحول، تقد وجنتاه، وهو يقول: يا أيها الناس! لا يغرنكم هذا عن دينكم ودين آبائكم، قلت: من هذا؟ قيل: هذا أبو لهب (٣).

مثال آخر!

عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قالت: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}، أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولةٌ، وفي يدها فهر -أي حجر- وهي تقول: مذمماً أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله! قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها لن تراني" وقرأ قرآناً، فاعتصم به، كما قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ


(١) "صحيح ابن ماجه" (١٢٣).
(٢) إسناده جيد. انظر "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص ١٤٢ - ١٤٣).
(٣) إسناده حسن. انظر "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص ١٤٣).