للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نادى الجليل خذوه يا ملائكتي ... وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا

المجرمون غداً في النار يلتهبوا ... والمؤمنون في دار الخلد سكانا

عباد الله! ومن أعاجيب ما رأى المهاجرون في أرض الحبشة ما رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لما كان مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -، تذاكر بعض نسائه كنيسةً بأرض الحبشة يقال لها (مارية) وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة- فذكرن من حسنها وتصاويرها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً، فصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة" (١).

عباد الله! وفي هذا الحديث فائدة عظيمة جداً، ألا وهي حرمة بناء المساجد على القبور.

عن عائشة وابن عباس -رضي الله عنهما- قالا: "لما نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتمَّ بها كشفها عن وجهه، فقال -وهو كذلك-: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يُحذر مثل ما صنعوا" (٢).

وقالت عائشة -رضي الله عنها-، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، قالت:


(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٤٢٧)، ومسلم (رقم ٥٢٨).
(٢) رواه البخاري (رقم ٤٣٥، ٤٣٦)، ومسلم (رقم ٥٣١)، انظر "أحكام الجنائز" الألباني (ص ٢٧٥).