للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨)} [الحشر: ٨].

نعم والله صادقون في إيمانهم، صادقون في هجرتهم، صادقون في محبتهم لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -.

أما الأنصار هم أهل المدينة الذين استقبلوا إخوانهم المهاجرين وضربوا مثلاً أعلى في الإيثار، كما وصفهم ربهم -تبارك وتعالى- في كتابه فقال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} [الحشر: ٩].

ومن الأمثلة على الإيثار عند الأنصار

يقول أبوهريرة - رضي الله عنه -: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أصابني الجهْد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئاً، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله!؟ فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله. فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تدخري به شيئاً.

قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية!

قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة، ففعلت.

ثم غدا الرجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لقد عجب الله -عز وجل- أو ضحك من فلان وفلانة، فأنزل الله -عز وجل-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ