للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بالحق، فقالوا له: كذبت (وهذا يعبر عما في قلوب اليهود).

ويظهر لنا ذلك أيضاً مما رواه ابن إسحاق عن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب -رضي الله عنها- أنها قالت: كنت أحَبُّ ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر؛ لم ألقهما قط مع ولدٍ لهما إلا أخذاني دونه.

قالت: فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ونزل قباء في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أبي؛ حيي بن أخطب، وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين -أي وقت صلاة الفجر-

قالت: فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس.

قالت: فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى

قالت: فهششت إليهما كما كنت أصنع. فوالله! ما التفت إلى واحدٌ منهما، مع ما بهما من الغمِّ.

قالت: وسمعت عمي أبا ياسر، وهو يقول لأبي، حيي بن أخطب: أهو هو؟ - وهذا هو الشاهد -أي: أهو الرسول الذي نعرفه في التوراة.

قال: نعم والله!

قال: أتعرفه وتثبته؟

قال: نعم

قال: فما في نفسك منه؟

قال: عداوته والله! ما بقيت -وهذا هو الشاهد- (١).


(١) "سيرة ابن هشام" (١/ ٥١٨ - ٥١٩).