للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - من ديننا ومن عقيدتنا.

قال عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله: لأنت أحبَّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: فإنك الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الآن يا عمر" (١).

فيا عباد الله! محبتنا للنبي- صلى الله عليه وسلم - عقيدة وإيمان؛ لأن الله -تبارك وتعالى- أخرجنا به من الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الشرك إلى التوحيد.

ونبينا - صلى الله عليه وسلم - أحرص علينا من أنفسنا، قال ربنا -جل وعلا-: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب:٦]، وقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)} [التوبة: ١٢٨].

ولذلك فإن الله -عز وجل- في كتابه يتوعد وُيفسق الذين يحبون الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة والأموال والتجارة والمساكن أكثر من حبهم لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٢٤)} [التوبة: ٢٤].


(١) رواه البخاري (رقم ٦٦٣٢).