للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذلك قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ما نُصِرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من موطن كما نُصِرَ يوم أحد": فلما أُنكِرَ عليه ذلك قال: "بيني وبين من أنكر؛ كتاب الله -عز وجل- إن الله يقول في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}.

يقول ابن عباس: "والحسُّ القتل" (١).

وإنما دالت الدولة لَمَا عصوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفشلوا وتنازعوا في الأمر، وكان ما كان لحكمة يعلمها الله.

ولذلك قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢)} [آل عمران: ١٥٢]

عباد الله! والسؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن:

كيف يكون الذي أصاب المسلمين من غزوة أحد نصراً عظيماً؟

الجواب: إن النصر كان للمسلمين في أول المعركة لا يقل عن النصر ببدر، ولما أصاب المسلمين ما أصابهم بسبب المخالفة التي وقدت من بعض الرماة، علَّم الله -تبارك وتعالى- المسلمين، وجعلهم يأخذون من غزوة أحد الدروس والعظات والعبر والفوائد التالية:

أولاً: تبين للمسلمين خطر النفاق والمنافقين على الإِسلام والمسلمين،


(١) صحيح: رواه الحاكم (٢/ ٢٥٦).