للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفاحاً -أي: مواجهة ليس بينه وبين الله حجاب".

فقال الله تعالى: أي عبدي تمنَّ عليَّ أعطك.

قال: يا رب تحيني فاقتل ثانية. قال الله سبحانه: لقد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب فابلغ من ورائي.

فنزلت الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠)} [آل عمران: ١٦٩ - ١٧٠] (١).

[٤ - عمرو بن الجموح - رضي الله عنه -]

وكان أعرج شديد العرج، وكان له أربعة أبناء شباب يغزون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما توجه إلى أحد أراد أن يخرج معه، فقال له بنوه: إن الله قد جعل لك رخصة، فلو قعدت ونحن نكفيك وقد وضع الله عنك الجهاد.

فأتى عمرو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن بني هؤلاء يمنعوني أن أجاهد معك، ووالله إني لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة!!

فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد.

وقال لبنيه: وما عليكم أن تدعوه لعل الله -عز وجل- أن يرزقه الشهادة؟

فخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقتل يوم أحد شهيداً" (٢).


(١) "صحيح ابن ماجه": (١٥٧).
(٢) صحح الشيخ الألباني إسناده في تحقيق "فقه السيرة" (ص ٢٦٢).