للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاءت نسوةٌ من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالاً يرضعنهم فكان - صلى الله عليه وسلم - من نصيب حليمة السعدية.

وهناك في بادية بني سعد بن بكر حصلت له - صلى الله عليه وسلم - حادثة شق الصدر.

عباد الله! تعالوا بنا لنستمع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخبرنا عن ذلك.

جاء نفر من الصحابة - رضي الله عنهم - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله! أخبرنا عن نفسك. قال: "نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأتْ أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينما أنا مع أخٍ لي خلف بيوتنا نرعى بَهماً لنا، إذ أتاني رجلان -عليهما ثياب بيض- بطست من ذهب، مملوء ثلجاً، ثم أخذاني فشقا بطني، واستخرجا قلبي فشقاه، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زِنه بعشرة من أمته. فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بمئة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال: زمنه بألف من أمته. فوزنني بهم فوزنتهم، فقال: دعه عنك فوالله لو وزنته بأمته لوزنها" (١).

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، واستخرج منه علقة [سوداء] فقال: هذا حظ الشيطان. ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثمّ لأمَه، ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمِّه -يعني ظئره- فقالوا: إن محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون.


(١) صحيح، "صحيح السيرة النبوية" الألباني (١٦).