للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مظلوماً من أهلها وغيرهم ممن دخلها إلا قاموا معه، وكانوا على الظالم حتى يردوا عليه مظلمته.

فهو تحالف على التناصر قبل الإِسلام والأخذ للمظلوم من الظالم.

الله أكبر: في الجاهلية قبل الإِسلام الناس لا يحبون الظلم ويقفون في وجه الظالم، فما بالنا في هذا القرن قرن الحضارة والتقدم -زعموا- لا أرى أحداً يقف في وجه الظالم، ويقول له اتق الله، ولا أحد يقف مع المظلوم، ولكن نقول لا غرابة في ذلك فالكفار ملة واحدة اجتمعوا على إبادة الإِسلام والمسلمين، ولكن لن يصلوا أبداً إلى ما أرادوا، فالأمة الإِسلامية إن رجعت إلى دينها استطاعت أن تسير بهذا العالم إلى سعادة الدنيا والآخرة، أما يوم أن انصرفت الأمة عن دينها -إلا من رحم ربي- فكان ما كان.

فيا أمة الإِسلام عودوا إلى دينكم، فرسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا تبايعتم بالعينة (١) وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" (٢).

فالنصر لا يأتِ إلا من عند الله قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}.

[الحدث الثاني: زواجه - صلى الله عليه وسلم - من خديجة -رضي الله عنها -.]

عباد الله! أما زواجه - صلى الله عليه وسلم - من خديجة - رضي الله عنها - فقد كان - صلى الله عليه وسلم - في بداية حياته يرعى الغنم. قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم" فقال له أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط" (٣)، ثم اشتغل - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بالتجارة.


(١) العينة: أن يبيع شيئاً من غيره بثمن مؤجل، ويسلمه إلى المشتري، ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر، يدفعه نقداً، قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: "فهذا مع التواطؤ يبطل البيعين؛ لأنها حيلة".
(٢) "صحيح الجامع" (٤١٦)، "السلسلة الصحيحة" (رقم ١١)
(٣) رواه البخاري (رقم ٢٢٦٢).