للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهرة» (١) .

فهذا الإسناد ضعيف لإرساله.

ولكن له طريق أخرى:

أخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» (٢/٦٨٠ رقم ١٩١٦) ، قال:

حدثنا أبو المغيرة عن ابن عياش، عن أبي وهب الكلاعي، عن بسر، عن حذيفة، قال لأهل الكوفة: «ليخرجنكم منها قوم صغار الأعين، فطس الآنف، كأن وجوههم المجانّ المطرقة، ينتعلون الشعر، يربطون خيولهم بنخل (جوخا) (٢) ، ويشربون من فرض الفرات» .

وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن الشاميين، وأبو وهب دمشقي -واسمه: عبيد الله بن عبيد الكلاعي-، صدوق -أيضاً-.

ورواه منصور بن صقير: نا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: حدثني عامر بن واثلة، قال: سمعت حذيفة بن أسيد يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك خيل لتُرْكٍ أن تُرْبَط بسعُف نخلٍ» (٣) .

فجعله من المرفوع، وهو ليس كذلك.


(١) وهو يحتوي على: «الموطأ» ، «الأم» ، «مسند أحمد» و «زوائد عبد الله» عليه، و «سنن الدارمي» ، و «المنتقى» لابن الجارود، و «صحيح ابن خزيمة» ، و «مسند أبي عوانة» ، و «شرح معاني الآثار» للطحاوي، و «صحيح ابن حبان» ، و «سنن الدارقطني» ، و «المستدرك» .
(٢) جُوخا: بالضم، والقصر، وقد يفتح: اسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد، بالجانب الشرقي منه (الراذانان) ، وهو ما بين (خانقين) و (خوزستان) ، قالوا: ولم يكن ببغداد مثل كورة (جوخا) ، كان خراجها ثمانين ألف ألف درهم، حتى صرفت دجلة عنها، فخربت، وأصابهم بعد ذلك طاعون (شيروَيه) ، فأتى عليهم، ولم يزل السواد وفارس في إدبار منذ كان طاعون (شيرويه) . قاله ياقوت في «معجم البلدان» (٢/١٧٨) .
(٣) عزاه في «كنز العمال» (١٤/٢٣٩) لابن قانع بلفظ: «يوشك خيل الترك مخرمة أن تُربط بسعفِ نخل نجدٍ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>