للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرج الدارقطني في «المؤتلف والمختلف» (٢/٥٥٩) من طريق سيف ابن عمر، عن حَصيرة بن عبد الله والحارث بن حَصيرة -ابنه- كلاهما عن أبي صادق، قال: قال علي -رضي الله عنه-:

«ويلكِ يا كوفة، وأختك البُصَيْرة، كأني بكما تُمَدَّانِ مَدَّ الأديم، وتُعركان عَرْك الأديم (١) العُكاظِيّ، سَلمْتُما بَعدُ -أو سجيتُما-، إني لأعلم فيما علَّمني الله أنّه لا يريدُ بكما جبّار سُوءاً، إلا أتاه اللهُ بشاغل» .

وإسناده ضعيف، فيه سيف بن عمر التميمي، صاحب كتاب «الردة» ، الكوفي، ضعيف الحديث، عمدة في التاريخ، أفحش ابن حبان القول فيه. قاله ابن حجر في «التقريب» (ص ٢٦٢/رقم ٢٧٢٤) .

والحارث بن حَصيرة، صدوق يخطئ، وروايته مقرونة مع رواية أبيه.

وأخرج عبد الله بن أحمد في «زيادات الزهد» : حدثني عمر بن شبة (٢) ، حدثني يحيى بن بسطام، حدثني أنيس بن سوار، حدثنا مالك بن دينار، عن الأحنف بن قيس، قال: أتيتُ المدينة في إمارة عثمان -رضي الله عنه-، فإذا رجل كث اللحية، قعد لهم وأغلظ، فتفرقوا، فقلت: يا عبد الله! ما أراك إلا قد أسأت، قال: إن هؤلاء مداهنون، أتعرفني؟ قلت: لا، قال: أنا أبو ذر، فمن أنت؟ قلت: من أهل البصرة، فقال: ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بلايا بالعراق، وذلك بالكوفة، فأما أهل البصرة فأقوم الأمصار قبلة، وأكثره مؤذناً، يدفع الله عنهم ما يكرهون (٣) .


(١) سيأتي (ص ٥٢١) نحوه من كلام كعب الأحبار، وسيأتي بيان معناه.
(٢) له «أخبار البصرة» ؛ مفقود من قديم، قال الذهبي في «السير» (١٢/٣٧١) : «لم نره» ، ووصفه بأنه كبير، وفي «الفتح» نقولات مليحة منه، ولا سيما في الفتنة التي جرت بين الصحابة تأذن بوقوف ابن حجر عليه، انظر تعليقنا عليه في: «معجم المصنفات الواردة في فتح الباري» (ص ٤٥) .
(٣) عزاه ابن حجر في «المطالب العالية» (١٧/١٤٦ رقم ٤١٩٣) لعبد الله بن أحمد في «زيادات الزهد» ، وهو ليس في القسم المطبوع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>