للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلامة خروجه) (١) ، وممن تحمّس لهذا: صديق حسن خان، قال:

«وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة، يكون لكثرة الأموال والغنائم، والفتوحات، مع سخاء نفسه.

قاله النووي (٢) ، ولم يزد على ذلك، ولم يبين المراد من هذا الخليفة، من هو؟ وهل مضى، أو يكون؟

«قال (٣) : قلت لأبي نضرة، وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟» الخليفة الأموي، الذي كان خير الناس في زمنه، ويقال له: (عمر الثاني) (٤) ، لعدله وتقواه.

«فقالا: لا» (٥) ، وإنما أنكرا ذلك؛ لأن الحديث يدل على أن هذا الخليفة يكون في آخر أمته صلى الله عليه وسلم، ولم يكن زمن (ابن عبد العزيز) آخر مدة هذه الأمة، لأحاديث أخرى وردت في بقائها، إلى مدة طويلة، وأمد بعيد.

وفي رواية أخرى، بلفظ: «يكون في أمتي خليفة، يحثُو المال في الناس حثْياً» أخرجه الدارقطني. قال الشوكاني -رحمه الله-: رجاله رجال الصحيح. انتهى.


(١) (٣/٢١١ - ط. دار ابن كثير) ، ونحوه في «فتح المنعم» (٤/٣٦٢) .
(٢) في «شرح صحيح مسلم» (١٨/٥٤ - ط. قرطبة) .
(٣) السائل هو سعيد بن إياس الجُريريّ، كما تقدم.
(٤) منهم من يقول عنه (الخليفة الخامس) ! وفي هذا نظر؛ إذ فيه طعن ضمني بمعاوية ... -رضي الله عنه-، وسبب تعيينهم عمر بن عبد العزيز كثرة الخير الذي وجد في زمانه.
أخرج الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (١/٥٩٩) بسنده عن عمر بن أسيد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب، قال: إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفاً (ثلاثين شهراً) ، لا والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم، فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون من الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله، يتذكر من يضعه فيهم فلا يجده، فيرجع بماله، قد أغنى عمر ابن عبد العزيز الناس.
(٥) هذه القطعة عند مسلم في «صحيحه» ، كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>