للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سفيان الثوري -رحمه الله تعالى-: لمّا استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ (١) .

وقال حفص بن غياث: إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين (٢) .

وقال حسان بن زيد: لم نستعن على الكذّابين بمثل التاريخ (٣) .

وإنْ كان مراد العلماء في هذه الآثار وغيرها حِسْبَة سِنّ الراوي والمروي عنه، وكشف الزيف من خلال ذلك، كما حصل لعفير الكلاعي وإسماعيل بن عياش لما أظهر -كل على حدة- كذب راوٍ كان يحدث عن خالد بن معدان، ادّعى سماعه منه بعد موته بسبع سنين (٤) ! فإنهم ألحقوا بهذا الصنف -كما قال الخطيب-: «إذا أخبر الراوي عن نفسه بأمر مستحيل، سقطت روايته» (٥) .

وإذا كان هذا فيما حصل ومضى؛ فمِن باب أولى أنْ يدخل تحته مَن تكهن بوقوع شيء على نَحْوٍ وحَالٍ وفي وقت معين، ثم لم يقع، أو وقع على حال آخر، أو على نقيض ما أخبر؛ فهذا هو الكذب المصحوب بـ (الكهانة) ،


(١) أخرجه ابن عدي في «الكامل» (١/٩٧) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١/٥٤) -، والخطيب في «الكفاية» (ص ١٤٧) .
(٢) أخرجه الخطيب في «الكفاية» (ص ١٤٧) ، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١/٥٤) .
(٣) أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٧/٣٥٧) ، والخطيب في «الجامع» (١/١٩٨ رقم ١٤٦) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١/٥٤-٥٥) ، وابن الجوزي في «مقدمة الموضوعات» (١/٣٩) .
وللسخاوي كلمة في (فوائد التاريخ) في كتابه «الإعلان بالتوبيخ» (ص ١٧ وما بعد) ؛ تكلم فيها عن هذه (الفائدة) .
(٤) انظرها مسندة في: «المجروحين» (١/٧١) ، و «المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل» (ص ١٤٧) ، وكذا عند الخطيب في «الجامع» (١/١٣٢) ، وفي «الكفاية» (ص ١٤٧) .
(٥) «الكفاية» (ص ١٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>