للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر (ص ٤٩) -بعد أنْ قرر أنه كان حريصاً في كتابه السابق «عُمْر أمة الإسلام» ألاّ يتورط في تنزيل الأحاديث على الواقع- قال: «أما الآن -وبعد أن أصبح الناس كلهم، أو جلهم يتوقعون حروباً وملاحم، تتجمع أسبابها وتتسارع وتيرتها، وتكاد تدق الأبواب-؛ فإني لا أجد غضاضة، ولا حرجاً في ذكر ما أعلم وتنزيل الأحاديث على الواقع، بل أستطيع أن أُقسم على ذلك» (١) ،

وتأمل تنزيله (السفياني) على (صدام) ، ومستنده في ذلك، قال:

«إنني أظن أن حاكم العراق الحالي «صدام حسين» هو ذلك الرجل الملقب بالسفياني في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

والسفياني هو الذي يمتد نسبه إلى خالد بن يزيد بن أبي سفيان؛ فهو أموي وأمه كلبية، فأخواله من قبيلة كلب، وقد سكنت قبيلة كلب بشمال دجلة، والمعروف أن (صدام) من محافظة «تكريت» بشمال دجلة.

* ولكن ما الذي حملني على هذا القول؟

قرائن كثيرة تجمعت لي فتشابكت فصارت عندي حقيقة أو تكاد، ولولا أنني على يقين من أمري ما تورطت في أمر كهذا ... » .

ونعت قوله -هذا- بأنه: «مسبوق فيه غير سابق، وحَمَلَه عليه قرائنُ كثيرة لا تقصر بمجموعها عن إفادة العلم الظني» .


(١) وتتمة كلامه فيه: «ولا أظن أنّ أحداً -الآن- يجرؤ على خلع بُرقع الحياء فيجادل أو يُشغّب؛ إلاّ مَن أراد أن يشتهر أو يتكسب؛ فإنّ الأمر قد جَدّ جدّه، ولم يعد هناك وقت للتهريج، وحتى تطمئن القلوب، وتفرغ لتلقِّي العلم بدلاً من الانشغال بالمراء والجدل الذي لم يُؤتهما قوم قط إلاّ هلكوا» .

قلتُ: نعم؛ ما جرؤ أحد على (خلع برقع الحياء) !! ولكن هذا (البرقع) سقط مع ما استجد من أحداث، وظهر الكذب الذي تحته وفيه ومعه، واطمأنت القلوب بذكر عالم الشهادة والغيوب لا غير، ولم ينفع العلم القائم على توهمات؛ فإنه طنين ذباب، وصرير باب! وَوُدُّنا لو استرحنا منذ البداية؛ فإنّ (العلم نقطة كثرها الجاهلون) ‍‍‍! ولكنه النهي عن المراء بمراء، ولاقوة إلا بالله!

<<  <  ج: ص:  >  >>