للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تزول قدما عبد حتى يسأل: عن عمره فيما أفناه، وعن عمله فيما عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه".

وعن صفوان بن محرز قال: كنت آخذاً بيد ابن عمر رضى الله عنه، إذ عرض له رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن الله عز وجل يدنى المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، ويقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، قال: ثم يعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: ١٨] أخرجاه في "الصحيحين".

وفى "الصحيحين" من حديث أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يضرب جسر على جهنم فأكون أول من يجوز؟ ".

وفيهما أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم، قالوا: يا رسول الله ما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة، عليها خطاطيف وكلاليب وحسك، يمر المؤمنين عليه كالطرف، وكالبرق الخاطف، وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، وناج مخدوش، حتى يمر آخرهم يسحب سحباً".

٣٢ ـ ذكر جهنم أعاذنا الله منها (١)

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً، فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً، فالآن انتهى إلى قعرها" رواه مسلم.

وفى "الصحيحين" عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم،


(١) اقرأ كتاب "التخويف من النار وحال أهل البوار" للحافظ بن رجب الحنبلي منشورات مكتبة دار البيان بدمشق.

<<  <   >  >>