للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٤ ـ ذكر صفة الجنة نسأل الله العظيم من فضله]

عن أبى هريرة رضى الله عنه قلنا: يا رسول! حدثنا عن الجنة، وما بناؤها؟ قال: "لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه".

وفى حديث أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يوماً وذكر الجنة: "ألا مشمر لها؟ هي ورب الكعبة ريحانة تهتز، ونور يتلألأ، ونهر مطرد، وزوجة لا تموت، في حبور ونعيم، ومقام في أبد" فقالوا: نحن المشمرون لها يا رسول الله، قال: "قولوا: إن شاء الله" (١).

وفى "الصحيحين" من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال: "إن الله عز وجل قال: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".

وفيهما أيضاً من حديثه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب درى في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، وريحهم المسك، ومجامرهم الألوَّة الألنجوج (٢)، أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعاً في السماء". وفى رواية أخرى: "لكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً".

وعن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين


(١) أخرجه ابن ماجه (٤٣٣٢) وابن حبان (٢٦٤٠) وفى سنده الضحاك المعافرى لم يوثقه غير ابن حبان، وسليمان بن موسى في حديثه بعض لين، وخلط قبل موته بقليل.
(٢) الألوة: هو العود الذي يتبخر به، وتفتح همزته وتضم، والألنجوج: عود يتبخر به أيضاً.

<<  <   >  >>