للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن الذى يهتم ويحزن لأحوال المسلمين ينبغى أن يفكر فى نفسه فيصلحها لتنصلح أمته الجريحة .. وليسلم لله وليقل بلسان الحال والمقال: سمعا وطاعة يا ب .. " وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "

(البقرة: ٢٨٥) .. فلا يحلق لحيته مثلا ويقول: احلقها وأرح دماغك .. لا .. فأين السمع والطاعة إذا؟!. أين التسليم الذى نتحدث عنه؟!! .. أنت لم ترح نفسك بل عصيت ربك الذى بيده الأمر والنهى.

لماذا سجن الإمام أحمد بن حنبل؟ .. من أجل العقيدة .. يقولون له: القرآن مخلوق , قال لهم: القرآن كلام الله غير مخلوق .. سجنوه وضربوه .. الذى ضربه قال: ضربت أحمد سبعة عشر سوطا لو ضربها جبل لانهد .. نعم: سجن .. وفى شعب أبى طالب كم ضرب أناس! .. النبى صلى الله عليه وسلم نفسه سجن وضرب .. فالتأديب بالسجن والضرب الآن ليس جديدا .. " ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك " (فصلت: ٤٣) ..

أبو سيدنا إبراهيم قال له: " لئن لم تنته لأرجمنك " (مريم: ٤٦) ..

فرعون قال لموسى عليه السلام: " لأجعلنك من المسجونين " (الشعراء: ٢٩) ..

فهذه سنة كونية .. سنة دائمة لا تتغير .. وابتلاء أحمد بن حنبل كان من أجل كلمة ما أسهل أن يتنازل عنها الناس اليوم , بل والملتزمون.

قال أبو سعيد الواسطى: دخلت على أحمد السجن قبل الضرب فقلت: يا أبا عبدالله , عليك عيال ولك صبيان وأنت معذور , كأنى أسهل عليه الإجابة .. كأنه يقول له بلغة عصرنا: وراءك عيال وتحتاج إلى تربيتهم , قل لهم الكلمة التى يريدونها .. " القرآن مخلوق " .. واخرج

<<  <   >  >>