للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعرفة حظا وافرا لعد المنع نعمة , والبلاء رحمة , وتلذذ بالبلاء أكثر من لذته بالعافية , وتلذذ بالفقر أكثر من لذته بالغنى , وكان فى حال القلة أعظم شكرا من حال الكثرة.

فالراضى: هو الذى يعد نعم الله عليه فيما يكرهه , أكثر وأعظم من نعمه عليه فيما يحبه , كما قال بعض السلف: ارض عن الله فى جميع ما يفعله بك , فإنه ما منعك إلا ليعطيك , ولا ابتلاك إلا ليعافيك , ولا أمرضك إلا ليشفيك , ولا أماتك إلا ليحييك. فإياك أن تفارق الرضى عنه طرفة عين , فتسقط من عينه ".

إخوتاه , قال الثورى يوما عند رابعة: اللهم ارض عنا. فقالت: أما تستحى أن تسأله الرضا عنك وأنت غير راض عنه؟ , فقال: أستغفر الله. ثم قال لها جعفر بن سليمان: متى يكون العبد راضيا عن الله؟ قالت: إذا كان سروره بالمصيبة مثل سروره بالنعمة.

ودخل رجل على أبى العالية فى مرضه الذى مات فيه , فقال: إن أحبه إلىّ , أحبه إلى الله - عز وجل.

وقيل ليحيى بن معاذ: متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا؟ فقال: إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه , فيقول: إن أعطيتنى قبلت , وإن منعتنى رضيت , وإن تركتنى عبدت , وإن دعوتنى أجبت.

وعن حفص بن حميد قال: كنت عند عبدالله بن المبارك بالكوفة

<<  <   >  >>