للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليس همنا أن يحرق الله الكفار , وإنما همنا أن يهديهم , فما بالك بأهلك الذين تشكوهم .. اللهم اهد المسمين وغير المسلمين.

أيها الإخوة , كفوا عن الشكوى وابدأوا العلاج .. كفاكم شكاوى .. أنا لا أستطيع القيام للفجر , ولا أقدر على الدعوة , ولا أقدر على كذا , ولا أستطيع كذا .. طالما تشتكى فلن تقوم ولن تقدر ولن تستطيع.

الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه الرجل الموسوس وقال له: إن أحدنا ليجد فى نفسه ما يتعاظم أن يتكلم به , قال: " الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة , إذا وجد أحد منكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله , وليستعذ بالله ثلاثا ولينته " [صححه الألبانى] , " ولينته ": أى لا يفكر فيها مرة ثانية.

" الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة " .. أى إن الشيطان حينما ييأس , ويخيب فى إغواء الرجل , لا يجد شيئا يكيد به سوى هذه الوسوسة فهى سلاحه الضعيف ولذا قال النبى صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله ".

وقد قال صلى الله عليه وسلم أيضا فى قطع الوساوس: " اتفل عن يسارك ثلاثا وقل: اللهم ربى لا شريك له " [أخرجه أحمد وابن حبان فى صحيحه].

اتفل على الشيطان , فهذا احتقار له وازدراء وإهانة , حتى لا يأتيك مرة ثانية .. ولا تعبأ به , وإنما انشغل بالله وحده فقل: الله ربى لا شريك له .. ثم انته عن ذلك , أى: لا تتكلم ولا تسأل أحدا ولا تقرأ عن هذه المسألة ولا تبحث عنها , وإنما انته , لتنقطع الوساوس.

<<  <   >  >>