للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعم: إذا أحبك شغل قلبك بحبه , وجوارحك بخدمته , وعقلك بالفكر فيه , ثم لا تجد فى نفسك بقية لغيره .. أول شىء فى الحب أن المحبة تقطع الوساوس .. اللهم ارزقنا حبك يا رب.

ثم إن الحب يلذذ الخدمة .. أحد إخواننا ذهب ليعتمر فكان يوم بخدمة المعتمرين .. أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ومنه .. اللهم ارزقنا الحج والعمرة .. قلت له: اجعل قلبك - وانت تخدم إخوانك - مشغولا بالله .. واستشعر نظره إليك , لتزداد تلذذا وحبا فى الخدمة.

أخى فى الله , لو أنك أتيت برجل يشتغل عندك ليدهن لك هذه المكتبة مثلا وانت واقف خلفه , فسيظل يعمل بحذر وجد. فاجعل هذا إحساسك .. المراقبة .. واقف أنت امام حبيبك فهو ناظرك .. حبيبك الذى تشتغل له وتعمل له , استشعر مراقبته لك دائما , ساعتها ستعمل بحب وتلذذ , ليس على خوف وفقط , بل بحب , لأن حبيبك يراك , والمحب يحب أن يراه حبيبه دوما وهو يعمل له.

صليت مرة بالناس فأطلت الصلاة وقلت لهم: إن الناقد بصير (أعنى: أن الله ناظرنا) .. ومررنا مرة على " استرجى " وقدامه الطقم " انتريه " وهو جالس يدهنه .. يمسك بالقطنة والريشة .. قلنا: ما لك لا تنتهى؟! , قال: إن صاحب الطقم يدقق جدا فى كل شىء .. أفهمت؟!

ولذلك فإذا صليت فاعلم أن الله ينصب وجهه إلى وجهك فى صلاتك ما لم تلتفت .. إذا قمت للصلاة فاعلم أن الله ينظر إليك ويطالعك .. ولذلك كان الواحد من السلف إذا توضا اصفر لونه , وارتعش

<<  <   >  >>