للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليه البتة وهذا عين المحال , بل يشتد سيره إلى الله كلما زادت ملاحظته لتوحيده , واسمائه وصفاته. ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق اجتهادا وقياما بالاعمال , ومحافظة عليها إلى ان توفاه الله , وهو اعظم ما كان اجتهادا وقياما بوظائف العبودية , فلو أتى العبد بأعمال الثقلين جميعها لم تفارقه حقيقة السير إلى الله , وكان بعد في طريق الطلب والارادة ".

ولا يزال الرسول صلى الله عليه وسلم يوصى بسؤال الله - تعالى - الهدايا .. وما الهدايا الا لمن وجد الطريق بعد الضلال ..

يقول ابن القيم:

" حيث أمره أن يذكر اذا سأل الله الهدى. إلى طريق رضاه وجنته , كأنه مسافر , وقد ضل عن الطريق. ولا يدرى أين يتوجه , فطلع له رجل خبير بالطريق عالم بها , فسأله أن يدله على الطريق , فهكذا شأن طريق الاخرة , تمثيلا لها بالطريق المحسوس المسافر , وحاجة المسافر إلى الله - سبحانه وتعالى - إلى أن يهديه تلك الطريق اعظم من حاجة المسافر إلى بلد إلى من يدله على الطريق الموصل لها ".

فلابد لك - أيها السائر الحبيب - في هذا الطريق من صدق اللجأ إلى الله .. ان يهديك ويأخذ بيديك في طريق الوصول إليه .. فدوما

<<  <   >  >>