للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علمه بربه .. وبره وغناه .. وجوده وإحسانه ورحمته .. وأن الخير كله في يديه .. وهو في ملكه يؤتي منه من يشاء ما يشاء .. ويمنع منه من يشاء ما يشاء.

ثم علمه بنفسه .. ووقوفه على حدها .. وقدرها .. ونقصها وظلمها .. فالعبد دائم التذكر لهذين الأمرين .. لا ينسب لنفسه فضلا قط .. إذا قرأ القرآن فمن الله .. إذا صام النهار فمحض فضل من الله .. يعني توفيق وإعانة وقبول .. إذا قام الليل فبتوفيق الله .. وانظر لعله هناك من هو أعقل منك ولم يهده الله فلم يهتد ..

فاحمد الله .. قال تعالى: {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا} [الكهف: ١٧].

يقول ابن القيّم:

فإذا صار هذان العلمان .. ألا وهما: معرفة نفسك ومعرفة ربك صبغة لها لا صبغة على لسانها.

فكثير منا يقول بلسانه: والله أنا مقصر .. مذنب .. عاص .. ادع الله أن يهديني .. أنا أريد أن أتعلم .. أريد أن أقوم الليل .. هذه صبغة اللسان .. أما صبغة القلب فعلمه بنفسه وعلمه بربه .. فإذا صار هذان العلمان صبغة لها لا صبغة على لسانها .. علمت حينذاك أن الحمد كله لله .. والأمر كله لله .. والخير كله لله .. وأنه هو المستحق للحمد والثناء دونها ـ أي دون نفسه ـ وأن نفسه هي أولى بالذم والعيب اللوم .. ومن فاته التحقق بهذين العلمين تلونت به أقواله وأعماله .. فإيصال العبد الى الله بتحقيق هاتين المعرفتين علما

<<  <   >  >>