للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعملا .. وانقطاع العبد عن الله بفوات هذين العلمين علما وعملا .. وهذا معنى قولهم: من عرف نفسه عرف ربه .. فمن عرف نفسه بالجهل عرف الله بالعلم .. ومن عرف نفسه بالظلم عرف الله بالعدل .. ومن عرف نفسه بالعيب عرف ربه بالعز والجمال والكمال .. ومن عرف نفسه بالنقص عرف ربه بالعطاء والكمال .. ومن عرف نفسه بالذل عرف ربه بالعز .. ومن عرف نفسه بالحاجة عرف ربه بالغنى .. ومن عرف نفسه بالمسكنة عرف ربه بالقوة والملك .. ومن عرف نفسه بالعدم عرف ربه بالجبروت.

وهكذا تعرف نفسك وتعرف ربك .. فإذا عرف نفسه وعرف ربه كان الله أحب شيئ اليه .. وأخوف شيء عنده .. وأرجاه له .. وهذه هي حقيقة الايمان العبودية.

يقول ابن الجوزي:

"والله لقد بكيت الليلة مما جنيته على نفسي بيد مفسي" نعوذ بالله من أنفسنا .. واها لك يا نفس .. النفس وما أدراك ما النفس .. أمّارة بالسوء .. ظلومة جهولة .. الإنسان وهذه نفسه .. إذا مسّه الشر جزوعا .. وإذا مسّه الخير منوعا.

الإنسان .. {وكان الانسان عجولا} [الاسراء:١١] {وكان الانسان قتورا} [الاسراء:١٠] {وكان الانسان أكثر شيء جدلا} [الكهف ٥٤] هذه نفسك .. جهول .. قتور .. حين ترى نفسك هكذا لا تعينك على عمل صالح

<<  <   >  >>