للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخوتاه .. إن الجزاء من جنس العمل .. والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك .. فإذا تبت أعقبك سعادة عظيمة .. جزاء منهلك على توبتك .. ففي الحدث المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية (١) مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع الى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده". (٢)

إنني أريدك ألا تمر على هذا الحديث مرورا عابرا وتقول: أعرفه. . قد سمعته كثيرا .. يجب أن تتوقف معه لتتأمل المعنى كأنك تسمعه لأول مرة .. كيف بلغ به الفرح حتى يخطئ فيقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربك؟! .. كم كانت فرحته عندئذ فأخطأ .. بكم تقدّر .. إنها لا تقدّر .. إنها أعظم من أن توصف .. وهذا دليل على أن حب الله للعبد أشد من حب العبد لله .. انتبه .. ففي طي هذه الكلمات من المعاني ما لا تحيط به الألفاظ .. إن الله يحبه فيفرح بتوبته .. والجزاء من جنس العمل ..

تأمل ـ أخي التائب ـ فالله يفرح لأنك تبت .. فيجازيك بأن يفرحك ويسعدك .. وإذا أردت شاهدا لهذا فانظر الى الفرحة التي يجدها التائب


(١) أي بريّة لا نابت فيها.
(٢) أخرجه البخاري (٦٣٠٨) كتاب الدعوات باب الدعوة. ومسلم (٢٧٤٤) كتاب التوبة.

<<  <   >  >>