للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سادسا: أن يكون رأسا يقتدى به]

فهذا مدير مصنع .. أو مدير مدرسة .. أو في كلية .. أو شخصية عامة .. ثم يبدأ في التدخين .. فيبدأ باقي المجموعة في التدخين مثله .. ثم بعدها يتحول الى المخدر .. فيحذو الآخرين حذوه ..

وهكذا ..

فتاة قد تبدأ في لبس البنطلون الضيق [استريتش] .. يتحول بعدها الموضوع الى اتجاه عام ..

حتى إن هذه الظواهر قد انتشرت في مجتمع الملتزمين .. فقد تجد إنسانا يقابل أختا واقفة على الطريق .. فيعرض خدماته عليها .. مالك بها .. ؟ لماذا تعرض خدماتك عليها .. ؟ إن ما فعلته ولو فرضنا أنه كان بنيّة حسنة فإنه قد يفتح بابا للشيطان .. وقد تحوّل الى سنة في الإخوة .. وتكون أنت من سنّ هذه السنة وكنت مثلا يقتدى به.

وعندها ينطبق عليك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سنّ في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزراهم شيء" (١)

[الججاب الخامس: حجاب أهل الصغائر]

وكما ذكرنا إن الصغائر تعظم .. وكم من صغيرة أدت بصاحبها الى سوء الخاتمة .. والعياذ بالله.

فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه ـ مهما صغر ـ كبيرا لأنه يراقب الله .. كما أنه لا يحقر من المعروف شيئا لأنه يرى فيه منّة الله وفضله .. فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة .. فيقبل على ربّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم فيتوب اليه فينقشع عنه هذا الحجاب.


(١) أخرجه مسلم (١٠١٧) كتاب الزكاة.

<<  <   >  >>