للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسافر فيها العبد الى قلبه ليرى عجائب ما هنالك .. وفي هذه المسافة قطاع طرق .. النفس .. الشيطان .. الدنيا .. الهوى.

يمنعون وصول العمل الى القلب .. فإن حاربهم وانتصر عليهم .. فخلص العمل الى قلبك .. دار فيه فلا يستقر دون الوصول الى الله .. {وأنّ الى ربك المنتهى} [النجم: ٤٢]. فإذا وصل العمل الى الله أثاب الله العبد مزيدا من الايمان واليقين والمعرفة والتقوى .. قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} [محمد: ١٧]. فكلما اهتدى العبد زاده الله هدى .. وكلما زاد هدى زاد تقوى .. وهكذا .. يظل من زيادة الى زيادة .. فإذا وصل العمل الى الله .. أثابه عليه مزيدا في إيمانه ويقينه ومعرفته وتقواه .. وجمل به ظاهره وباطنه .. فهداه الله به لأحسن الأعمال والأقوال .. وأقام الله من ذلك العمل للقلب جندا .. يحارب به قطاع الطريق للوصول اليه .. فيحارب العبد بالله الدنيا .. بالزهد فيها .. اللهم اقذف في قلوبنا الزهد في الدنيا .. يزهد فيها فيخرجها الله من قلبه .. ولا يضره أن تكون في يده أو في بيته .. فهذه ليست المشكلة .. أن يكون لديه الملايين فتلك ليست المشكلة ..

إن القضية أن لا تكون الدنيا في قلبه .. إنما الذي في قلبه هو حب الله وحده .. ولا يمنع ذلك من قوة يقينه في الآخرة .. يحارب الدنيا بالزهد فيها .. ويحارب الشيطان بالاستعانة بالله .. ودائما نقول: إن الشيطان لابن آدم كالذئب للغنم يأكلها .. فكذلك الشيطان يأكلك .. فإذا كنت تسير في طريق ونبحتك كلاب الراعي .. فماذا تصنع؟ تقول: أدافعه .. إن دافعته

<<  <   >  >>