للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحذرني من الشياطين .. شياطين الانس والجن .. قل له: إنّي أدعوك الى الله ليتوب عليك الله كما تاب عليّ .. عندها قد يقول إنه قد جنّ .. دعه يقول كما يشاء .. وإذا قالت لك نفسك إنني قد أنفره من سلوك الطريق القويم .. قل لها المهم أن ننجو بأنفسنا أولا ثم عندها تثبت أقدامنا قد نعود لنمد له يد العون .. بل سنعود اليه حتما لنأخذ بيده كما أخذ الآخرين بأيدينا ..

ولكن ماذا يحدث إذا مددت له تلك اليد الآن ولما تثبت أقدامك فهششت له .. وبادلته الحديث .. فسوف يذكرك بأيام معاصيك .. فيدخل الوهن في قلبك .. سيقول إنّك قد جننت فأنا أعرفك أكثر من نفسك .. إنّك لست من هذا الطراز .. هل أنت من مرتادي المساجد .. ؟! أتذكر اسم الفتاة التي كنت تحبها .. ؟! أتذكر ما كنت تقول .. ؟! وكا كنت تفعل .. ؟! فهل يترك هذا عاقل ليكون مع هؤلاء المعقّدين .. ألا يحدث هذا بالفعل .. ؟!

لذا فقد حدث وقابلت أحدهم فلا تتبسط معه .. ولا تنسى الإنكار ولو يقلبك .. فإذا قال لك: إنني أريدك أن تأتي معي في أمر .. فقل له: إني في طريقي لحضور درس علم .. فإذا قال: إذاً غدا .. ؟! فقل له: غدا سأقوم الليل من بعد العشاء وحتى الفجر .. فإذا قال لك: إذا بعد الغد .. فقل له: إنني أنوي أن أختم القرآن بعد غد .. فعندها سيقول: جن والله .. فييأس منك فيتركك .. أو سيقول: أهتدي والله فيصحبك ويتبعك ..

كما قلت لك من قبل: إياك وتلبيس إبليس .. يقول لك: إنّك قد خلقت للدعوة .. فقل له: أي دعوة .. ؟! أنا ما زلت في بداية توبتي .. ولتعلم أنك لست مسؤولا عن الدعوة قبل استكمال هداية نفسك .. الزم الصمت .. اترك أرض المعاصي .. إنك لن تستطيع اعتزال الناس في الجامعة .. أو في المنزل .. أو في العمل .. سوف تضطر للتعامل مع هؤلاء .. وعليه فإنه يجب عليك أن تعزل نفسك في البداية عن مواطن المعصية لفترة حتى تعتاد الالتزام ..

<<  <   >  >>