للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن نصيحتي لك ـ حبيبي في الله ـ أن تلزم نفسك الصمت .. حلّ بينها وبين من يشغلها .. إياك والمعارك الجانبية .. فإذا نظر إليك أبوك شذرا إذا أعفيت لحيتك ثم سألك: ما الذي تنوي عمله .. ؟! لا تقل إنّ اللحية فرض .. أو تتهمه بكراهية النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن قم فقبل رأسه .. وقبل يد أمك .. وقل لهما: الحمد لله الذي نجاني من لنار .. بفضل حسن تربيتكما لي .. أو بفضل دعائكما لي .. أو بفضل حرصك يا أبي على أن تطعمنا الحلال الطيّب .. ولعلي أنفعكما يوما .. ذكرهما بحديث:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد ثالح يدعو له" (١).

لا تقم معارك في المنزل مع إخوتك أو أبيك أو أمك أو جيرانك أو زملائك فتلهك المعارك عن اللجوء الى الله والسير إليه ..

لا تفتح أبواب المعارك .. سد باب الذرائع عن أي سؤال .. فإذا قيل: يا بني .. هل اللحية فرض .. ؟! فقل: كيف حالك يا أبي .. إنني احبك .. وحاول أن تتفادى الصراع ما أمكنك ..

فإذا قال لك: هل الصلاة لا تصح إلا في المساجد الخاصة بالملتزمين الذين يطيلون فيها .. ؟! قل له: ما رأيك يا أبي لو جلست معي فقرأنا ربعين من القرآن فإنك عندها ستشعر بجنة الله في القرآن .. إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال .. وقال .. وقصّ له من اخبار النبي عليه الصلاة والسلام .. إنها حينها قد ترغبه بحسن خلقك .. وق يشعر هو بتحسن حالك .. وقد تدعوه بسمتك الصالح ..

أما إذا أقمت من نفسك مفتيا .. وسردت له أدلة فرضية اللحية .. وأن إبن حجر العسقلاني ـ طيّب الله ثراه ـ قد قال .. ثم أتبعت بقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ..


(١) صحيح مسلم (١٦٣١) كتاب الوصية.

<<  <   >  >>