للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما فات باستقباح الذنب في حق الله تعالى .. اعزم على ألا تعود والله المستعان ..

نسأل الله أن يتوب علينا وعلى عصاة المسلمين ..

أخي التائب .. إن الباب مفتوح .. والفرصة ما زالت سانحة .. فاستعن بالله وأمامك عطاء مقبول .. قل: تبت .. والله يقبل توبتك .. فاستعن بالله ولا عجز فإن النصر مع الصبر .. والفرج مع الكرب .. وإنّ بعد العسر يسرا ..

وإياك من وسوسة الشيطان أن يقول: لك إنك لن تقدر على التوبة .. فقل: إن شاء الله سأقدر عليها .. فمعي القوي المتين .. سيعينني ..

أحسن ظنّك بالله وهو يعينك .. اللهم تب علينا وعلى عصاة المسلمين ..

أخي .. لا تسوف .. عجّل عجّل .. هيا .. هيا .. تب من هذه اللحظة .. واصبر على توبتك .. فكم نصبر على الوحشة بيننا وبين الله تعالى .. واصبر على توبتك .. فكم نصبر على الوحشة بيننا وبين الطاعات .. كم نصبر على جفاف القلب .. وكم نصبر على غياب الراحة عند الانطراح بيني يدي الملك سبحانه وتعالى بعد أن ذقنا حلاوتها .. كم صبرنا على نار المعصية وحرقتها في القلب .. كم صبرنا ..

الآن مطلوب منك الصبر على الطاعة .. الصبر على التوبة .. محاولة العودة في طريق طويل قطعته بعيدا عن الله سبحانه وتعالى ..

إن المرضى يتصبرون .. يصبرون على مر الدواء في انتظار راحة الشفاء .. لنصبر ولنصبر ولنصبر .. ولنقهر أنفسنا التي كم قهرتنا على المعاصي .. إنني أعلم أن ما أقوله لك وما أطلبه منك عسير .. ولكن تذكر أنه ليسير على من يسره الله عليه .. واعلم أنها لن تأتي إلا كرها .. أما إذا انتظرت أن تأتي نفسك بالمبادرة .. فإنها لن تأتي أبدا .. واعلم أيضا أن من يتصبر يصبره الله ..

كم وقفنا وتصبرنا على أبواب الآدميين .. أفلا نتصبر على باب رب العالمبين .. إننا نيرد أن يرى تعبنا وجهدنا .. فيرحم ضعفنا ..

وإذا أردت الإعانة فاستعن بالمعين وقد أعانك .. ويعينك .. ولكن متى يعينك .. إذا وجد منك خيرا وعزما على التوبة .. وندما على التفريط.

واعلم أن توبة العبد محفوفة بتوبتين .. توبة قبلها وتوبة بعدها {ثم تاب عليهم ليتوبوا} [التوبة: ١١٨].

<<  <   >  >>