للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون* وأملي لهم، إنّ كيدي متين} [القلم:٤٤ - ٤٥]. لله المثل الأعلى لكننا سنطرح هنا مثالا .. بموظف دخل في مرة ووجد نقودا في درج المكتب الخاص للمدير فأخذها .. فأخذ الشك المدير فيه فماذا يعمل؟

إنه في مرة أخرى يضع نقودا في نفس الدرج .. ويتغافل حتى يضع الموظف يده في الدرج لأخذ النقود فعندها يمسكه ويقول إنه ما فصله من عمله في المرة الأولى إلا لعدم التأكد ..

إنّ هذا مثال الاستدراج ولله المثل الأعلى .. فتجد الشاب قد فعل كذا وكذا وستره الله .. ويطلب من الله الرزق فيعطيه .. وقد قلنا من قبل وحذرنا .. فإياك أن تظن أن إجابة الله لدعائك كرامة .. فقد يعطي الله العبد ما يطلب وهو يكرهه ليكون فيه هلاكه ..

أليس الله قد أجاب إبليس دعوته وهو أبغض خلقه إليه .. عندما قال له إبليس: {قال ربّ فأنظرني الى يوم يبعثون* قال فإنك من المنظرين} [الحجر: ٣٦ - ٣٧].

فأنت تطلب الرزق .. والزوجة الجميلة .. الطيبة .. والوظيفة المريحة .. فيعطيك وعندها تظن أن الله يحبك .. ألا ترى معاصيك ومخازيك .. ألا تتدبر قول الله تعالى: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} [آل عمران: ١٧٨].

واستمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إنّ الله يعطي الدنيا لمن يحبّ ومن لا يحبّ".

فانظر الى الدنيا لقد أعطاها الله للكفرة والفاسقين أيعني ذلك أنه يحبهم .. أبدا .. فخف من الله قدر قربه منك .. وارجوه قدر قربه منك .. ولا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون.

<<  <   >  >>