للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما قيل لإبن عباس إنّ اليهود يقولون نحن لا نوسوس في الصلاة .. قال: سبحان الله كيف يوسوس الشيطان لشيطان .. هم الشياطين .. والشيطان لص الإيمان .. والشيطان إنما يقصد المكان المعمور أما المكان الخرب فلا يرجو أن يظفر منه بشيء .. فإذا قويت المعارضات الشيطانية .. قويت العصرة .. فيوسوس لمن لبست النقاب .. ما الذي دفعك لهذه الفعلة الشنعاء .. أما انتظرت حتى تتزوجين .. ويوسوس لمن التزم وأعفى اللحية أما كنت انتظرت قليلا قبل الالتزام حتى كونت مستقبلك من السرقة .. المقصود أن هذه العصرة وسوسة الشيطان إذا دخل الشيطان ليوسوس دل على أن في قلبك من الخير ما يشتد حرص الشيطان على نزعه منه ..

إنّ قوة المعارض والمضاد تدل على قوة معارضته وضده ..

الإنسان القوي إما أن يكون رأسا في الخير أو رأسا في الشر.

إنّ النفوس الأبية القوية إذا كانت خيرة صارت رأسا في الخير وإن كانت شريرة صارت رأسا في الشر ولما كانت رأسا في الشر حرص الشيطان على ألا تبقى في الخير فتحصل قوة مجاذبة بينك وبين الشيطان.

فإنه بحسب موافقته لهذا العارض وصبره عليه يثمر له ذلك من اليقين والثبات والعزم ما يوجب زيادة انشراحه وطمأنينته دليل على حرص الشيطان عليك ..

وهذا دليل قوة إيمان لذلك ينعصر قلبك لأنه لو لم يكن فيه إيمان كان فورا قد عاد من حيث أتى

<<  <   >  >>