للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنه على إيمان جبريل وميكائيل (١). ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن، ولا أمِنَه إلا منافق" (٢).

وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة: أنشُدك الله، هل سمّاني لك رسول الله ﷺ؟ يعني في المنافقين فيقول: لا، ولا أزكّي بعدك أحدًا (٣).

فسمعتُ شيخنا ﵀ (٤) يقول: ليس مراده أنّي لا أبرّئ غيرك من النفاق، بل المراد: لا أفتح عليّ هذا الباب، فكلّ من سألني: هل سمّاني لك رسول الله- ﷺ؟ فأزكيه.

قلت: وقريب من هذا قول النبي ﷺ للذي سأله أن يدعو له أن يكون من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنّة بغير حساب: "سبقك بها عكاشة" (٥). ولم يُرِد أنّ عكاشة وحده أحقُّ بذلك ممن عداه من


(١) أخرجه البخاري في تاريخه (٥/ ١٣٧) وابن أبي خيثمة في تاريخه (٦٥١).
وسنده حسن. انظر فتح الباري لابن رجب (١/ ١٧٩) وتغليق التعليق (٢/ ٥٢).
(٢) أخرجه الإِمام أحمد في الإيمان (فتح الباري لابن رجب ١/ ١٨٠) والفريابي في المنافقين (٨٧). قال ابن رجب: فهذا مشهور عن الحسن، صحيح عنه.
(٣) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٤٢) وقال: "رواه البزار ورجاله ثقات".
وقال ابن حجر: إسناده صحيح. انظر مختصر زوائد البزار (٥٩٠) وانظر تفسير الطبري (شاكر: ١٤/ ٤٤٣).
(٤) يعني شيخ الإِسلام ابن تيمية. وفي س: "﵁". وفي ل، ز: "شيخنا يقول".
(٥) أخرجه البخاري في الرقاق، باب يدخل الجنّة سبعون ألفًا بغير حساب (٦٥٤٢)، ومسلم في الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنّة بغير حساب ولا عذاب (٢١٦) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>