للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوّى جندَ المعصية بالمدد، فكانوا (١) أعوانًا عليه.

فصل

ومنها -وهو من أخوفها على العبد- أنها تُضعِف القلبَ عن إرادته (٢)، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئًا فشيئًا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية، فلو مات نصفه لما تاب إلى الله. فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذّابين باللسان بشيء كثير، وقلبه معقود بالمعصية، مُصِرّ عليها، عازم على مواقعتها متى أمكنَتْه (٣).

وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك.

فصل (٤)

ومنها: أنه ينسلخ (٥) من القلب استقباحُها، فتصير (٦) له عادةً، فلا يَستقبح من نفسه رؤيةَ الناس له، ولا كلامَهم فيه.

وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتّك وتمام اللذة، حتّى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدّث بها من لم يعلم أنه عملها، فيقول: يا فلان عملتُ كذا وكذا!


(١) ل: "وكانوا".
(٢) "فصل … إرادته" لم يرد في ف. فقوله: "فكانوا أعوانًا عليه" موصول بقوله: "فتقوى إرادة المعصية".
(٣) ف: "أمكنه".
(٤) كلمة "فصل" لم ترد في ز.
(٥) ل: "أن تنسلخ".
(٦) ما عدا ف: "فيصير".

<<  <  ج: ص:  >  >>