للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

ومن عقوباتها: أنّ العاصي دائمًا في أسْر شيطانه، وسجن شهواته، وقيود هواه؛ فهو أسير مسجون مقيد. ولا أسيرَ أسوأ حالًا من أسير أسَرَه أعدى عدوّ له، ولا سجنَ أضيقُ من سجن الهوى، ولا قيدَ أصعبُ من قيد الشهوة. فكيف يسير إلى الله والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد؟ وكيف يخطو خطوة واحدة؟ وإذا تقيّد القلب طرقته الآفاتُ من كل جانب بحسب قيوده. ومثل القلب مثل الطائر، وكلّما علا بعد عن الآفات، وكلّما نزل احتوَشَتْه الآفات (١).

وفي الحديث: "الشيطان ذئب الإنسان" (٢).


(١) احتوشته: أحاطت به.
(٢) أخرجه أحمد ٥/ ٢٣٣ (٢٢٠٢٩) والطبراني ٢٠/ ١٦٤ - ١٦٥ (٣٤٤، ٣٤٥) والشاشي في مسنده (١٣٨٧) وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٢٤٧) وغيرهم، من طريق قتادة حدثنا العلاء بن زياد عن معاذ أن النبي- Object قال: "إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية. فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد". وفيه انقطاع، العلاء بن زياد لم يدرك معاذ بن جبل. انظر جامع التحصيل (٦٠١).
ورواه شهر بن حوشب عن معاذ فذكره. أخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب- ١١٤) وهذا منقطع، شهر لم يدرك معاذًا. وأيضًا فيه أبان بن أبي عياش، متروك الحديث.
ورواه عطية عن حزام عن معاذ فذكره موقوفًا. أخرجه البيهقي في الشعب (٢٦٠٠).
وجاء من حديث عمر بن الخطاب عند ابن عساكر (٦٧/ ٢٣١ - ٢٣٦) =

<<  <  ج: ص:  >  >>