للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فملَكُ المؤمنِ يردّ عنه ويحارب ويدافع، ويعلّمه، ويثبّته، ويشجّعه. فلا يليق به أن يسيءَ جوارَه، ويبالغَ في أذاه وطردِه عنه وإبعادِه، فإنّه ضيفه وجاره. وإذا كان إكرام الضيف من الآدميين والإحسان إلى الجار من لزوم الإيمان وموجَباته، فما الظنّ (١) بإكرام أكرَمِ الأضيافِ وخير الجيران وأبرّهم؟

وإذا آذى العبدُ الملَكَ بأنواع المعاصي والظلم والفواحش دعا عليه ربّه وقال: لا جزاك الله خيرًا (٢)، كما يدعو له إذا أكرمه بالطاعة والإحسان.

قال بعض الصحابة: "إنّ معكم من لا يفارقكم، فاستحيُوا منهم وأكرِموهم" (٣). ولا ألأمَ ممّن لا يستحي من الكريم العظيم القدرِ، ولا


= عن ابن عمر فذكر نحوه. أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣/ ٣٦٣) والطبراني في الأوسط (٥٠٨٧) لكن جعله "عن ابن عباس".
قلت: الاضطراب لعله من الحسن بن ذكوان، وعطاء لم يسمع من ابن عمر.
وأما الطريق الثاني فلا يصح. قال العقيلي: لا يصح حديثه، ثم ساق له هذا الحديث. وجوّد إسناد ابن عباس المنذري وابن حجر، انظر الترغيب (١/ ٢٣١) والفتح (١١/ ١٠٩).
والحديث ضعفه العقيلي بقوله: "وقد روي هذا (يعني حديث ابن عباس) بغير هذا الإسناد، بإسناد لين أيضًا".
(١) ز: "فما ظن".
(٢) لم أقف عليه.
(٣) لم أقف عليه موقوفًا على الصحابة، وإنما ورد مرفوعًا من حديث عبد الله بن عمر أخرجه الترمذي (٢٨٠٠) من طريق يحيى بن يعلى أبي محياة عن ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "إياكم والتعزي، فإن معكم من لا =

<<  <  ج: ص:  >  >>