للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشرك معي (١) فيه غيري، فهو للذي أشرك به، وأنا منه بريء" (٢).

وهذا الشرك ينقسم إلى مغفور وغير مغفور، وأكبر وأصغر.

والنوع الأول ينقسم إلى كبير وأكبر، وليس شيء منه مغفورًا (٣). فمنه الشرك بالله في المحبة والتعظيم أن يحبّ مخلوقًا كما يحبّ الله، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله. وهو الشرك الذي قال سبحانه فيه (٤):) ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥].

وقال أصحاب هذا الشرك لآلهتهم وقد جمعتهم (٥) الجحيم: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٩٨)[الشعراء: ٩٧ - ٩٨].

ومعلوم أنهم ما سوَّوهم به سبحانه في الخلق والرزق والإماتة والإحياء والملك والقدرة، وإنّما سوّوهم به (٦) في الحبّ والتأله والخضوع لهم والتذلّل. وهذا غاية الظلم والجهل. فكيف يُسوَّى الترابُ بربّ الأرباب؟ وكيف يسوّى العَبيد (٧) بمالك الرِّقاب؟ وكيف يسوّى الفقيرُ بالذات، الضعيفُ بالذات، العاجزُ


(١) "معي" ساقط من ز.
(٢) أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله (٢٩٨٥) من حديث أبي هريرة ﵁.
(٣) ل، ز: "مغفور".
(٤) س: "قال الله … ". ل، ز: "قال فيه سبحانه".
(٥) سقطت الواو من س. وفي ف: "وقد جمعهم".
(٦) "به" ساقط من س.
(٧) ز: "العبد".

<<  <  ج: ص:  >  >>