للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا الله" (١).

وفي لفظ: "أغيَظُ رجلٍ على الله رجلٌ تسمّى بملِك الأملاك" (٢).

فهذا مقت الله وغضبه على من تشبّه به في الاسم الذي لا ينبغي إلا له. فهو سبحانه ملِكُ الملوك وحده (٣)، وهو حاكم الحكام وحده، فهو الذي يحكم على الحكام كلهم، ويقضي عليهم كلّهم، لا غيره.

فصل

إذا تبيّن هذا، فههنا أصل عظيم يكشف سرّ المسألة، وهو أنّ أعظمَ الذنوب عند الله إساءةُ الظنّ به (٤)، فإنّ المسيء به الظنَّ قد ظنّ به خلافَ كماله المقدّس، وظنّ (٥) به ما يناقض (٦) أسماءه وصفاته. ولهذا توعّد الله سبحانه الظانّين به ظنّ السوء بما لم يتوعّد به غيرَهم، كما قال تعالى:

﴿عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٦)[الفتح: ٦]. وقال تعالى لمن أنكر صفة من صفاته: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)[فصلت: ٢٣].


(١) "ولا ملك إلا الله" لم يرد في س. والحديث أخرجه البخاري في الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله (٦٢٠٥، ٦٢٠٦)، ومسلم في الآداب، باب تحريم التسمّي بملك الأملاك وبملك الملوك (٢١٤٣) من حديث أبي هريرة ﵁، ولفظه فيهما: "تسمّى ملك الأملاك"، وجاء "شاهان شاه" تفسيرًا له من كلام سفيان. والأخنع: الأوضع والأحقر.
(٢) صحيح مسلم، الحديث السابق (٢١٤٣).
(٣) زاد في س: "لا ملك إلا الله".
(٤) وانظر إغاثة اللهفان (١/ ١٢٩).
(٥) ل: "فظن".
(٦) س: "يخالف"، وفي حاشيتها: "خ يناقض".

<<  <  ج: ص:  >  >>