للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمحبوب الموصل إلى المحبوب قد اجتمع فيه داعي الفعل من وجهين، والمكروه الموصل إلى مكروه قد اجتمع فيه (١) داعي الترك من وجهين.

بقي القسمان الآخران يتجاذبهما الداعيان، وهما معترك الابتلاء والامتحان. فالنفس تؤثر أقربهما جوارًا منهما، وهو العاجل. والعقل والإيمان يؤثران (٢) أنفعهما وأبقاهمًا. والقلب بين الداعيين، وهو إلى هذا مرةً، وإلى هذا مرةً.

وها هنا محلّ الابتلاء شرعًا وقدرًا. فداعي العقل والإيمان ينادي (٣) كل وقت: حيَّ على الفلاح، عند الصباح يحمد القومُ السُّرى (٤)، وفي الممات يحمد العبدُ التُّقَى. فإن اشتدّ ظلام ليل المحبة، وتحكّم سلطان الشهوة والإرادة يقول (٥): يا نفس اصبري،

فما هي إلا ساعة ثم تنقضي … ويذهب هذا كلُّه ويزولُ (٦)


= سقط القسمان الأخيران من ل.
(١) "داعي الفعل … فيه" ساقط من ف، ل.
(٢) ما عدا س: "يؤثر" بالإفراد، وهو جيد أيضًا.
(٣) "اوها هنا … الإيمان" ساقط من س. وفيها: "وإلى هذا ينادي".
(٤) من الأمثال السائرة، يضرب للرجل يحتمل المشقّة رجاء الراحة. مجمع الأمثال (٢/ ٣١٨).
(٥) جواب إنْ، وكذا جاء مضارعًا مرفوعًا في جميع النسخ.
(٦) أنشده المؤلف في البدائع (٦٧٢)، ومدارج السالكين (٣/ ٢٢٩)، وروضة المحبين (٨٠). وللبهاء زهير بيت يشبهه، وصدره (ديوانه: ٢١٠):
وما هي إلا غَيبة ثم نلتقي

<<  <  ج: ص:  >  >>