للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (٢٣)[الأنبياء: ٢٢، ٢٣].

وقال تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (٤٢)[الإسراء: ٤٢].

فقيل: المعنى: لابتغَوا السبيلَ إليه بالمغالبة والقهر، كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض. ويدل عليه قوله في الآية الأخرى: ﴿وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١)[المؤمنون: ٩١].

قال شيخنا (١): والصحيح أنّ المعنى: لابتغوا إليه سبيلًا بالتقرّب إليه وطاعته، فكيف تعبدونهم من دونه، وهم لو كانوا آلهةً كما تقولون لكانوا عبيدًا له؟

قال: ويدلّ على هذا وجوه:

منها: قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (٥٧)[الإسراء: ٥٧]. أي هؤلاء الذين تعبدونهم من دوني هم (٢) عبادي، كما أنتم عبادي (٣)، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، فلماذا تعبدونهم دوني؟ (٤).

الثاني: أنّه سبحانه لم يقل: لابتغوا عليه سبيلًا، بل قال: لابتغوا


(١) يعني شيخ الإِسلام ابن تيمية Object. وانظر: مجموع الفتاوى (١٦/ ٥٧٧)، ودرء التعارض (٩/ ٣٥٠)، ورسالة في قنوت الأشياء (٢٣).
(٢) "هم" من ف، ز.
(٣) "كما أنتم عبادي" ساقط من س.
(٤) ف، ل: "من دوني". وانظر: الصواعق (٤٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>