للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخوتاه

إن الاختلاف في وجهات النظر، الاختلاف في تقدير الأشياء والحكم عليها أمر فطرى طبيعي، قال تعالى: " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين " [هود / ١١٨]

فالاختلاف صار وسيلة - عندنا - للقتال وإنهاك القوى في معارك جانبية، والأصل أن الاختلاف ظاهرة صحية تغنى عقل المسلم بخصوبة الرأي من خلال الاطلاع على وجهات النظر المختلفة، ورؤية الأمور من جميع الزوايا والأبعاد، إنه إضافة عقول إلى عقل، فتعدد وجهات النظر المكافئة والمتكاملة - لو أمعنا النظر - حرىٌ بأن ينهض بالعقل المسلم في عصر التخلف، لكن الذي حدث يندى له الجبين، معارك ... خصومات ... استنصار بأعداء الدين على صاحب الرأي المخالف ... الخ، ولهذا كله شواهده من التاريخ القريب والبعيد.

إخوتاه

إن النظرة الكلية السوية للأمور، والنظرة الشاملة للأبعاد المتعددة يعجز المرء كثيراً عن الإحاطة بها، فيقع وراء جزئية يضخمها ويكبرها حتى تستغرقه فلا يرى معها شيئاً آخر، حتى يصل الأمر ببعضهم أن يرى الأمور بمقاييس مخجلة محزنة، يرى عدوه أقرب إليه من مخالفه في الرأي.

شيء عجيب هذا الذي نحن فيه، مع أن الخلاف سهل ميسور والأمة تعانى من مثل هذه القضايا، وبدل أن نتفق تذهب أقدامنا جهة الخلاف، وكيف لنا أن نتفق ونحن نختلف على أرض الإسلام؟ فكيف تجمعنا " لا إله إلا الله محمد رسول الله "؟!!

<<  <   >  >>