للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخوتاه

آه .. أريدك يا من تتكلم في حق العلماء والدعاة أن تذكر عيب نفسك!! ألست على ذنوب كذنوبه، انظر لنفسك فإنَّه يلي من إصلاح الدين ودعوة الناس ما لا تصنع أنت، والرجل له حسنات كثيرة فهو برجاء العفو ومحو السيئات، وربما ليست لك من الحسنات ما يكفر ما تقدم عليه من الغيبة وإفساد ذات البين فلتقل خيراً أو لتصمت.

إخوتاه

ينبغي أن ننتبه إلى هذا جيداً، لينشغل كلٌ منا بإصلاح عيب نفسه أولاً.

سبق أن قلت لكم: إن رجلاً لقي أخاً له في الله، فقال له: إني أحبك في الله، قال أخوه، لو علمت ذنوبي لأبغضتني في الله، قال: لو علمت ذنوبك لمنعني علمي بذنوبي من بغضك.

[أصول آداب الخلاف]

إخوتاه

تعالوا نضع أصولاً لقضية " الخلاف " رجاء ائتلاف القلوب ووحدة الصف.

[[(١) النصوص منها القطعي ومنها الظني]]

أولاً: ينبغي أن ندرك أنَّ نصوص الكتاب والسنة، منها ما هو قطعي في ثبوته (وهو القرآن والسنة المتواترة) ومنها ما هو ظني الثبوت (وهو حديث الآحاد).

كما أنَّ دلالة النص قد تكون ظنية وقد تكون قطعية، على هذا فهناك:

أ) نصوص قطعية في ثبوتها ودلالتها، فلا يجوز الخلاف فيها.

ب) وهناك نصوص ظنية في دلالتها يسعنا فيها اختلاف وجهات النظر.

مثال ذلك: قال الله تعالى " وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ " [البقرة / ٢٢٨]، هذا نصٌ قطعي الثبوت لكنه ظني الدلالة، فالقروء مفردها قُرء وهو

<<  <   >  >>