للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستخدم لمعنيين مختلفين الطهر والحيض.

فهنا تختلف وجهات النظر فمن أهل العلم من يرجح أن المراد بالقرء في الآية "الطهر" ويأتي بأدلة وقرائن على ذلك، ومنهم من يرجح أنه بمعنى " الحيض " ويأتي أيضاً بأدلته.

وهناك نصوص كثيرة من الكتاب والسنة على هذه الشاكلة، تتجاذب فيها العقول أطراف الفهم.

وقد يستدل الفريقان المتعارضان بالنَّص الواحد على رأيه.

فمثلاً: النهي عن أن يبرك الرجل كبروك البعير (١) يستدل به بعضهم على النزول باليدين للسجود قبل الركبتين، وبعضهم يرى فيه دليلاً على نزول الركبتين قبل اليدين.

قالوا: إن ركبتي البعير في يديه، وعلى ذلك فالنزول باليدين.

قال الفريق الثاني: إن البعير ينزل على يديه وعلى ذلك فالنزول بالركبتين وهكذا.

ومثل الإشارة بالإصبع في الصلاة ونحو هذا من المسائل كلٌ يفهم النص من وجهة نظره وبالقرائن التي قويت عنده.

فمثل هذا - والحالة هذه - لا ينبغي أن يقيم بيننا المعارك والخصومات أبداً لا ينبغي أن يكون ذلك، فلا بد من سعة الصدر في تقبل الرأي المخالف، لا بمعنى التمييع بحيث لا يكون للمرء وجهة، وإنما بمعنى الاستعداد لقبول الرأي الآخر.


(١) فعن أبى هريرة ر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبر البعير " أخرجه أبو داود (٨٤٠) ك الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه، والنسائي (١٠٩٠) ك التطبيق، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده، وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ كما في صحيح أبى داود (٧٤٦)، وراجع في المسألة مثلاً [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ (١٢١ - ١٢٦)، زاد المعاد للعلامة ابن القيم (١/ ٢٢٣ - ٢٣٢)].

<<  <   >  >>