للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخوتاه

من أسباب ضياع معاني الأخوة، أن تنتظر من أخيك أن يصنع ما هو أفضل دائما، علينا أن نأخذ زمام المبادرة وقصب السبق حتى لا تنتكص على عقبيك مخذولا، ويتسلل إليك الفتور، وتبتلى بالحور بعد الكور، والوقوع في الضلال بعد الهدى.

وتذكرها دائما واجعلها نصب عينيك" إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا " " [الإنسان/٩ـ١٠]

قل كما قالت الرسل في كل زمان " يَا قَوْم لا أسألكم عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " (هود/٥١)

حين تفطن إلى ذلك وتصير ذلك القلب الكبير فعليك أن تدرك أنَّ أول الأمر وغايته ومنتهاه يكمن في الرحمة والرقة واللين والوداعة وطيب النفس والخلق فإنَّها أدواتك حتى يتسع قلبك للناس جميعا.

إخوتاه

لا يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر إلا من كان فقيها فيما ينهي عنه، وفقيها فيما يأمر به، رفيقا فيما يأمر به، رفيقا فيما ينهي عنه، حليما فيما يأمر به، حليما فيما ينهي عنه.

هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " أورده من كلام بعض السلف، وعليك أن تتدبره جيدا فإنَّه ثمين للغاية، فانظر كيف أنَّ أبجديات الدعوة إلى الله تقوم على هذه الخصال الثلاثة: الفقه والرفق والحلم حتى لا ينفر الناس.

الرفق في أخذ هذا الدين عامل رئيس في تكوين صورة المسلم، فالاتزان في الالتزام نتيجة التعامل مع الفطرة ومع الدين، فإنَّ السبب الرئيسي للتفلت أخذ الدين بصورة

<<  <   >  >>