للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال بشر بن سعد: لو فعلت قومناك تقويم القِدح. فقال عُمر: أنتم إذن أنتم إذن.

إخوتاه ..

...كم من سنن أميتت بعد أن أحياها جيل الصحوة بسبب عدم تعاهدنا إياها، وكم من منكرات راجت بضاعتها فينا بعد أن كنا نعدها من الموبقات، كان الإخوة بالأمس لا يتسامحون في ترك النوافل فكيف الآن بضياع الجماعات؟ كان المظهر علامة على الجوهر فكيف بمن صار جل التزامه في إعفاء اللحية أو في ارتدائها النقاب.

...لا ـ إخوتاه ـ إنَّ الأخ الملتزم ينبغي أن يكون هو القوّام الصوّام القائم بشرع الله، نعم المظهر شيء مهم جدًّا، وبه يتمايز النَّاس فيعرف المسلم الملتزم من غيره، بل بالأصالة كان ذاك لمعرفة المسلم من الكافر لما لذلك من أحكام في الشرع مثل إلقاء السلام وعدم مشروعية البدء بسلام الكافر لنهي الشرع عن ذلك، فضلاً عن أداء حقوق المسلم المعروفة من تشميت للعاطس وإجابة الدعوة واتباع الجنائز وعيادة المرضى ونحوها، أمَّا أهل الذمة فلهم أحكامهم.

الشاهد ـ إخوتاه ـ أننا بحاجة إلى هذه المرآة الإيمانية، المرآة التي نمحص فيها عيوبنا، ونتواصى من خلالها بالحق ثمَّ بالصبر، وهي لنا من الضرورة بمكان في عصر فشت فيه المنكرات، والتبس الحق فيه بالأباطيل وكثرت فيه الشبهات، وصُدَّ فيه عن سبيل الله، وهُجرت فيه سنة خير الورى عليه أفضل الصلاة والسلام، فهل تفيقون؟ اللهمَّ إليك المشتكى.

<<  <   >  >>